ملفات خاصة

خاص | الإيكواس والخرطوم على خط النار.. هل تنجح الوساطات الإفريقية في نزع فتيل الأزمة بين مالي والجزائر؟

أفادت مصادر مالية مقربة من القصر الرئاسي لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، بأن الإيكواس تتدخل -في وساطة يائسة- لإنقاذ مالي من غضب الجزائر.

وقالت إنه في ظل التصعيد غير المسبوق بين الجزائر ومالي، دخلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس) على خط الأزمة، معبرة عن قلقها العميق إزاء التوتر المتصاعد بين البلدين الجارين، وجاء ذلك في بيان رسمي صادر عن مفوضية الإيكواس بتاريخ 11 نيسان/ أبريل 2025، من مقرها في أبوجا بنيجيريا، حيث دعت فيه الطرفين إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار.

الإيكواس تراقب عن كثب

أشارت المفوضية إلى أنها تتابع بـ”قلق بالغ” التطوارات الأخيرة التي شهدتها العلاقات بين مالي والجزائر على خلفية تبادل بيانات شديدة اللهجة بين حكومتي البلدين خلال الأيام الماضية وتضمنت هذه البيانات اتهامات مباشرة وتلويحا بوجود تدخلات واختراقات جوية موثقة من قبل الجزائر وهو ما زاد من تعقيد المشهد الإقليمي.

دعوة صريحة إلى التهدئة والحوار

في لهجة دبلوماسيّة مسؤولة، ناشدت الإيكواس كلًّا من الجزائر ومالي إلى العمل فورًا على نزع فتيل الأزمة واللجوء إلى الآليات والإقليمية والقارية المعتمدة لحل النزاعات والخلافات، وأكدت المفوضية أن التصعيد بين دولتين محوريتين في منطقة الساحل لا يخدم الاستقرار بل يهدد بتوسيع دائرة الاضطراب في منطقة تعاني أصلًا من تهديدات أمنية وجيوسياسية خطيرة.

أهمية الوساطة الإقليمية

جاءت دعوة الإيكواس في وقت حساس حيث تسعى عدة أطراف دولية إلى احتواء التوتر خصوصًا بعد أن اتهمت الجزائر سلطات باماكو بمحاولات تحويل الأنظار عن فشلها الداخلي من خلال اتهامات باطلة إضافة إلى اختراق طائرات مسيرة مالية للمجال الجوي الجزائري وهو ما وثقته الجزائر بما وصفته بـ”الأدلة الدامغة”.

من جهتها، تتشبث باماكو بسردية مضادة ترى فيها أن الجزائر تلعب دورًا سلبيًّا في ملف الحركات الأزوادية وهو ما زاد من تعقيد العلاقة بين البلدين.

رسائل ضمنية من الإيكواس

رغم أن البيان لم يحمل توبيخًا مباشرًا لأي من الطرفين، إلا أن دعوة الإيكواس إلى استخدام الآليات القارية تحمل ضمنا دعوة للعودة إلى الاتحاد الإفريقي كإطار للوساطة وهو ما يعكس تخوفًا من توسع التوتر إلى صدام سياسي أو عسكري خصوصًا مع انضمام النيجر وبوركينا فاسو للموقف المالي، ورد الجزائر بإجراءات دبلوماسية حازمة.

وفي ظل هذا المشهد المتقلب يبدو أن الإيكواس تحاول الإمساك بخيط التهدئة قبل أن ينقطع، لكنها في واقع الأمر تقف أمام أزمة تتجاوز الخلاف الدبلوماسي العابر وتمس صميم إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية في منطقة الساحل، فيما يتسائل مراقبون عما إذا كانت الإيكواس ستنجح في لعب دور الوسيط الفعال أم أن واقع التكتلات المتغيرة وظهور كونفدرالية الساحل سيقلص من تأثيرها ويدخل المنطقه في مرحلة أكثر اضطرابًا.

الخرطوم تتدخل للوساطة بين باماكو والجزائر

في السياق ذاته، أفاد دبلوماسي إفريقي لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، الثلاثاء 15 نيسان/ إبريل، بأن “الخرطوم تدخلت للوساطة بين الجزائر ومالي لحل الأزمة بينهما، وكان ذلك بعد زيارة رئيس المخابرات العامة الجزائري إلى بورتسودان ولقائه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، والسفير الجزائري في السودان أسعد مراد”.

وأضاف الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته أن “الجانبين (السوداني والجزائري) اتفقا لحل الأوضاع الأمنية والسياسية على وضع خطوط عريضة من أجل لم الشمل بين مالي والجزائر”، مؤكدًا أن “المحادثات ستتم في نهاية شهر نسيان/ أبريل الجاري في بورتسودان”

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى