تحسّبًا لمواجهة محتملة مع قوات حفتر… القوات العسكرية تتجمع غربي ليبيا
تواصل القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني حشد قواتها غربي ليبيا قبل اشتباك محتمل مع الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.
وقالت وسائل إعلام مقربة من حفتر إن الجيش الوطني الليبي يقوم بتحريك قواته إلى الجنوب الغربي “لتأمين الحدود وتعزيز الأمن الوطني”.
وعلى الرغم من التأكيدات، فإن جميع القوات الأمنية والعسكرية في الغرب في حالة تأهب تحسبا لتعبئة الجيش الوطني الليبي، وترددت أنباء عن استعدادات عسكرية في مصراتة والزاوية تحسبا لاشتباك محتمل مع قوات حفتر.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يوم الجمعة، إنها تراقب “بقلق التعبئة الأخيرة للقوات في أجزاء مختلفة من ليبيا، لا سيما في المناطق الجنوبية والغربية”.
وقالت في بيان: “نشيد بالجهود المستمرة لتهدئة الوضع ومنع المزيد من التوتر”، وأضافت: “تحث بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال عسكرية استفزازية يمكن اعتبارها هجومية وقد تعرض استقرار ليبيا الهش وسلامة شعبها للخطر، وتدعو البعثة إلى استمرار التواصل والتنسيق بين القوات التابعة للجيش الوطني الليبي وحكومة الوحدة الوطنية”.
وأشارت البعثة إلى أن “البعثة تأسف لأن هذه التطورات تتزامن مع الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس الجيش الليبي، وتذكر بالانقسام الحالي لهذه المؤسسة الحيوية، وبهذه المناسبة، تذكّر البعثة جميع الجهات العسكرية والأمنية بأهمية وجود مؤسسات عسكرية وأمنية موحدة وخاضعة للمساءلة ومهنية، البعثة مستعدة لتسهيل الحوار لتحقيق هذه الغاية وتقديم كافة الخبرات والدعم الفني”.
على صعيد متصل، أجرى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي مباحثات في طرابلس، يوم الخميس، مع بعض ممثلي القوات الأمنية في المنطقة الغربية، وقال مكتبه إنهم أعربوا عن “دعمهم لكل خطواته الإضافية التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة الغربية”.
وأعلنت قيادة الجيش وقيادة العمليات المشتركة والوكالة الوطنية لدعم القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني، رفع جاهزية قواتها تحسبا لأي “خطر”، وفي محاولة لتخفيف التوترات، قال الجيش الوطني الليبي إن قواته تحشد لتأمين الحدود الجنوبية من خلال تكثيف الدوريات الصحراوية ومراقبة الحدود.
وقالت قيادة الجيش الوطني الليبي إن التعبئة تأتي بأمر من حفتر في إطار محاولات تعزيز أمن الحدود ومواجهة أي تهديدات قد تستهدف سلامة وأمن الوطن.
وأضاف أنه تم إرسال قوات إلى مدن سبها وغات وأوباري ومرزق والقطرون وبراك والشاطئ وأديري حيث تنتشر بالفعل قوات الجيش الوطني الليبي، وشددت على أن التعبئة صدرت في ضوء التوترات في الدول المجاورة ونشاط الجماعات المتطرفة.
وأعرب المجلس الأعلى للدولة عن رفضه للحشد “غير القانوني”، معتبراً أنه “محاولة سافرة لتوسيع النفوذ والسيطرة في منطقة حيوية استراتيجيًا مع دول الجوار”.
وحذر من أن الحشد قد يؤدي إلى صراع مسلح يقوض وقف إطلاق النار وجهود توحيد الجيش، ويؤدي إلى انهيار العملية السياسية، ودعا المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش، إلى “رفع درجة تأهب القوات والاستعداد لمواجهة أي خطر محتمل”، كما حث بعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على اتخاذ موقف واضح وإدانة التعبئة.
وقال مراقبون إن حفتر يسعى من خلال التعبئة إلى توسيع سيطرة الجيش الوطني الليبي على مناطق حيوية قريبة من الحدود التونسية الجزائرية، بما في ذلك مطار غدامس، ولم يستبعدوا احتمال اندلاع اشتباكات بالمنطقة خلال الأيام المقبلة بين قوات الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق الوطني.
وأشاروا إلى أن كل طرف يحاول تعزيز قواته من خلال حلفائه العسكريين في المنطقة من أجل السيطرة على غدامس ومطارها قبل فتح معبر حدودي جديد يتيح الوصول إلى إفريقيا.