النظام السوري يصدر قائمة جديدة من المتهمين بـ”دعم وتمويل الإرهاب”… وبوليتكال كيز تتفرد بنشر القائمة كاملة
حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys”، بشكل حصري، على قائمة جديدة صادرة عن هيئة مكافحة وغسل الأموال وتمويل الإرهاب التابعة للنظام السوري، وهي عبارة عن قرار صادر عن رئيس لجنة تجميد أموال الأشخاص والكيانات، ويحمل القرار رقم /3/ والمؤرخ في 11 تموز/ يوليو 2024، وهو تحديث لقائمة الأشخاص والكيانات المتهمة بـ”غسيل الأموال ودعم الإرهاب المحلي”، وفق رؤية النظام السوري.
وضمت القائمة أسماء سياسيين بارزين وأحزابا سياسية وكيانات دولية، إضافة لرجال دين عرب وأجانب وأعضاء برلمانات، وبعد التحديث الأخير بلغ عدد الأفراد “المعنيين بتمويل الإرهاب وغسل الأموال” 597 شخصا وعدد الكيانات 105 حسب القائمة ولكنها فعليا بلغت 127 منظمة ومؤسسة وجمعية باعتبارها وضعت كل الجمعيات التركية المصنفة بـ”دعم الإرهاب” في حقل واحد وهي 24 منظمة.
وضمت القائمة رئيس دولة واحد هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسي حكومة سابقين هما أحمد داوود اوغلو، رئيس الحكومة التركية ووزير الخارجية الأسبق، وسعد الحريري الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية ورئيس تيار المستقبل، كما ضمت القائمة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
وتنوعت أسماء الشخصيات المنضوية لتشمل جنسيات عربية وأجنبية ينتمون إلى البحرين والسعودية والكويت والإمارات وقطر ومصر ولبنان والجزائر وتونس والمغرب والعراق وموريتانيا وليبيا وفلسطين والسودان وباكستان وإندونيسيا والسنغال وتركيا وأريتيريا ونيجيريا وفرنسا وسيريلانكا وتايلاند وكينيا والنيبال وبينين وألبانيا والبوسنة وإسبانيا وألمانيا وأمريكا.
ومن مملكة البحرين، ضمت القائمة سبعة أشخاص، بينهم النائبان عبد الحليم مراد رئيس جمعية الأصالة الإسلامية وعادل عبد الرحمن المعاودة والنائب السابق حمد المهندي، إضافة إلى الداعيتين شوقي عبد الرحمن المناعي وعادل علي الشيخ.
وحل المواطنون السعوديون في المرتبة الثانية بالقائمة بعد السوريين، حيث بلغ عددهم 68 مواطنا، بينهم رجال أعمال وتجار وضابط وأساتذة جامعيون ومحامون وأطباء، وبلغ عدد الكويتيين 32 مواطنا بينهم نواب حاليون وسابقون في مجلس الأمة الكويتي مثل وليد الطبطبائي ومبارك الوعلان وجمعان الحريش وبدر الداهوم ونايف المرداس إضافة للداعية البارز شافي العجمي، الذي اعتقل بتهمة “تمويل الإرهاب” في الكويت وأدين بها عام 2021 وخرج بعفو أميري نهاية 2023 بعد الحكم عليه بالسجن 7 سنوات من قبل محكمة التمييز في الكويت، كما ضمت القائمة الداعية ورئيس حزب الأمة حاكم المطيري الذي جردته الكويت من جنسيته.
والقطريون واليمنيون المدرجون في اللائحة هم الأقل عربيا، فقد احتوت أسماء 5 من القطريين، وهم: “ناصر العطية، وسلطان السويدي، وعبد الرحمن جبر النعيمي، والشيخ خليفة محمد الربان، والشيخ فهد أحمد مبارك آل ثاني”.
ويعتبر اللبنانيون من مختلف تياراتهم السياسية والدينية جزءا من المتهمين بـ”دعم الإرهاب”، فإضافة إلى الحريري وجنبلاط وجعجع، سجلت القائمة أسماء نواب حاليين وسابقين دون تمييز، منهم خالد الضاهر ومعن المرعبي ومحمد عبد اللطيف كبارة والنائب السابق عن تيار المستقبل عقاب صقر والوزير السابق معين المرعبي.
وأدرج النظام السوري أسماء شخصيات عربية وسورية ميتة على قائمتها، أهمهم المصري يوسف القرضاوي الذي توفي في 26 أيلول/ سبتمبر 2022 في الدوحة، واللبناني داعية الإسلام الشهال المتوفى بسبب إصابته بفايروس كوفيد -19 في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 وعضو في تيار المستقبل اللبناني جناح حمود المتوفى في كانون الثاني/ يناير 2015 وأمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق حارث الضاري المتوفى في آذار/ مارس 2015 والسوري نزار عباس العباس الذي قتل في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، ونزار الحراكي سفير الائتلاف السابق في الدوحة والذي توفي إثر إصابته بفيروس كوفيد ـ 19 نهاية عام 2020.
ومن السوريين المعتقل السياسي السابق تيسير إبراهيم المسالمة الذي توفي بعد صراع مع مرض السرطان في باريس مطلع عام 2015 ومن الشخصيات المتوفاة والتي ما زالت على القائمة القيادي في المعارضة السورية فادي العاسمي من بلدة داعل في درعا والذي اغتيل في صيف عام 2022 والقيادي وعضو اللجنة المركزية في ريف درعا الغربي مصعب البردان الذي اغتيل أيضا في شباط/ فبراير 2022 وتجدر الإشارة إلى أنه بالرغم أن وضع الموتى على قائمة “دعم الإرهاب” يثير الكثير من السخرية بداية، إلا أنه فعل مقصود، الهدف منه القول بأنه لا يسامح أحدا وقف ضده، ميتا كان أم ما زال على قيد الحياة، وفق مراقبين.
ومن السوريين المعروفين على القائمة مصطفى الصباع، رئيس مجلس إدارة المنتدى السوري لرجال الأعمال، وعماد الدين رشيد نائب عميد كلية الشريعة في جامعة دمشق سابقا، وفرج حمود السلامة عضو المجلس الوطني السوري والمجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية والناطق الرسمي باسم المجلس الإسلامي السوري المهندس مطيع البطين، والنائب السابق لرئيس الهيئة العليا للتفاوض، خالد المحاميد، والقيادي في حراك درعا منيف قداح الزعيم، والشيخ أحمد الصياصنة، والمهندس محمد ياسين النجار، وزير الاتصالات السابق في الحكومة المؤقتة المعارضة والسفير السابق في العراق نواف الشيخ فارس والممثل عبد الحكيم قطيفان.
وفي قائمة الكيانات والتي تجمع بين المنظمات والجمعيات والأحزاب السياسية، يبرز تيار المستقبل اللبناني، وحزب الأمة الكويتي وحركة النهضة التونسية، وحزب العدالة والتنمية في تركيا وجمعية الوفاق الكويتية والحركة السلفية في مجلس الأمة الكويتي، إضافة لهيئة حماية المدنيين السورية، والتيار السلفي بالأردن وحزب التحرير الإسلامي اللبناني، ومن المؤسسات الخيرية المصنفة على أنها “داعمة للإرهاب” حسب اتهامات النظام السوري، مؤسسة قطر الخيرية وشبكة إغاثة سوريا ومن الشركات الأمريكية صنفت شركة كومنيكس، ومن بين الكيانات المعارضة غاب الائتلاف الوطني السوري المعارض وهيئة التفاوض عن الكيانات “الداعمة للإرهاب” فيما بقيت الحكومة السورية المؤقتة.
وتشير القائمة إلى استمرار النظام في عقلية النكران وتقديم مؤشرات رافضة لإمكانية التعاطي السياسي وتطبيع العلاقات معه، خصوصا مع أنقرة، ففي اللحظة التي قدم بها أردوغان الكثير من التنازلات في خطابه تجاه الأسد ونظامه، يكون رد الأخير بإعادة تصنيفه على لوائح دعم الإرهاب هو وحزب العدالة والتنمية، بحسب محللين.