سياسة

تحركات دبلوماسية “مكثفة” لمسؤولي واشنطن وبكين بهدف التوصل لعقد قمة بين زعماء البلدين

ذكرت وكالة رويترز اليوم السبت 28 تشرين الأول/ أكتوبر، عن مسؤولين أمريكيين أمس الجمعة أن الولايات المتحدة والصين اتفقتا على العمل معًا للتوصل إلى قمة متوقعة بين الرئيسين جو بايدن وشي جين بينغ الشهر المقبل، وذلك بعد اجتماعات استمرت ساعات بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي وكبار المسؤولين الأمريكيين.

ووفقًا للوكالة، فإنه وفي أول زيارة يقوم بها وزير خارجية صيني إلى واشنطن منذ 2018، التقى الدبلوماسي المخضرم وانغ يي مع بايدن لمدة ساعة، وهي محادثات وصفها البيت الأبيض بأنها “فرصة جيدة” لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين الخصمين الجيوسياسيين ذوي العلاقات العميقة.

وقال مسؤولون أمريكيون إن اجتماعات وانغ مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، والتي امتدت على مدار يومين، بلغت تسع ساعات، ووصفوا هذه التفاعلات بأنها “صريحة ومتعمقة”.

وأثار كبار مساعدي بايدن مخاوف واشنطن الرئيسية وهي الحاجة إلى استعادة القنوات العسكرية بين البلدين، وتصرفات بكين في بحر الصين الشرقي والجنوبي، وتايوان، وحقوق الإنسان، وتدفق سلائف الفنتانيل، وقضايا الأمريكيين المحتجزين في الصين، كما جرت “تبادلات صريحة” بين بلينكن ووانغ بشأن الصراع المشتعل في الشرق الأوسط.

وتبعًا للوكالة، فقد كان المجال الرئيسي الذي بدا أنه يظهر بعض الزخم الإيجابي هو الاجتماع المتوقع بين بايدن وشي على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) الشهر المقبل في سان فرانسيسكو.

وقال أحد كبار مسؤولي الإدارة في حديثه للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته: “إننا نجري الاستعدادات لمثل هذا الاجتماع”. وقال المسؤول: “من الواضح أن الزعماء الصينيين غالبا ما يؤكدون علنًا أن موعد الزيارة قريب جدًا، لذا سأترك الأمر للجانب الصيني لمعرفة ما إذا كانوا سيصدرون هذا الإعلان ومتى”.

ما هو هدف الزيارة؟

قال وانغ لبايدن إن هدف زيارته هو المساعدة في “وقف التدهور” في العلاقات الأميركية الصينية “مع التركيز على سان فرانسيسكو”، دون تقديم أي تفاصيل، بحسب بيان مقتضب صادر عن وزارة الخارجية الصينية.

وجاء في قراءات وزارة الخارجية لاجتماعات وانغ مع بلينكن وسوليفان أن “الجانبين اتفقا على العمل معًا لتحقيق لقاء بين رئيسي الدولتين في سان فرانسيسكو”.

ونقل عن وانغ قوله خلال اجتماعه مع بايدن: “إن الصين تعلق أهمية على آمال الجانب الأمريكي في استقرار وتحسين العلاقات الأمريكية مع الصين”، وقد رأت إدارة بايدن أن التواصل المباشر على مستوى القائد مع شي مهم بشكل خاص في إدارة التوترات في سعيها لمنع العلاقات من التحول إلى الصراع.

البلدان بحاجة لحوار معمق!

وقال المسؤول الأمريكي: “جزء كبير من الاجتماع المحتمل سيكون جلوس الزعيمين معًا وإجراء تلك المحادثات حول النوايا الإستراتيجية”، وقال وانغ لبلينكن، الخميس، إن البلدين لديهما خلافات ويحتاجان إلى حوار “متعمق” و”شامل” للحد من سوء التفاهم واستقرار العلاقات. وقال وانغ “لا ينبغي لنا أن نستأنف الحوار فحسب، بل يجب أن يكون الحوار متعمقًا وشاملًا”.

وأكملت رويترز، تأتي زيارة وانغ التي تستغرق ثلاثة أيام في أعقاب موجة من اللقاءات الدبلوماسية الثنائية في الأشهر الأخيرة، بناء على طلب الولايات المتحدة إلى حد كبير، بهدف إنقاذ العلاقات التي تدهورت بسرعة في وقت مبكر من العام بعد إسقاط الولايات المتحدة لمنطاد تجسس صيني مزعوم.

لكن البعض في واشنطن تساءلوا عما إذا كانت قائمة الزيارات الرسمية على مستوى مجلس الوزراء الأمريكي إلى بكين خلال الأشهر الستة الماضية، بما في ذلك الزيارات التي قام بها بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين ووزيرة التجارة جينا ريموندو، قد لعبت في مصلحة بكين. بحسب رويترز.

وقد أدت رحلات يلين وريموندو إلى تشكيل مجموعات عمل اقتصادية وتجارية ثنائية جديدة، وهو ما يخشى المنتقدون من أنه لن يؤدي إلا إلى صرف تركيز الولايات المتحدة بعيدا عن – وربما تأخير – العقوبات وضوابط التصدير والإجراءات الأوسع التي تهدف إلى تعزيز المنافسة الأمريكية مع الصين، وأكد المسؤولون الأمريكيون أن زيادة الدبلوماسية لا تعني التراجع في السياسة.

القلق بشأن الشرق الأوسط والتصعيد العسكري في قطاع غزة

أضاف الصراع بين إسرائيل وحماس ديناميكية جديدة إلى العلاقة المتوترة بين القوى العظمى، وتأمل واشنطن أن تتمكن بكين من استخدام نفوذها لدى إيران لمنع التصعيد إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط.

فقد قال مسؤولون أمريكيون إن القضية أثيرت بشكل متكرر خلال اجتماعات وانغ لكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت واشنطن قادرة على إقناع بكين بالالتزام باستخدام نفوذها للمساعدة في احتواء الصراع.

وقال مسؤول آخر في الإدارة:

“لقد أعربنا عن قلقنا العميق إزاء الوضع وضغطنا على الصين لتبني نهج أكثر بناءة، وهذا سيشمل بالطبع اتصالاتها مع الإيرانيين للحث على الهدوء”.

ووفقًا لرويترز، فقد أدانت الصين أعمال العنف والهجمات على المدنيين في الصراع، وبينما أعلن وانغ أن تصرفات إسرائيل “تتجاوز نطاق الدفاع عن النفس”، فإنه لم يذكر حماس بالاسم في تصريحاته.

وقال المسؤول الثاني إن بلينكن أثار مخاوف الولايات المتحدة بشأن تصرفات الصين الأخيرة في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، بما في ذلك “عرقلتها الخطيرة وغير القانونية” لمهمة إعادة الإمداد الفلبينية إلى سكند توماس شول في بحر الصين الجنوبي واعتراضها غير الآمن للصاروخ. بحسب رويترز.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى