روسياسياسة

“وسط تنديد أمريكي”… روسيا تعلن عزمها إلغاء التصديق على معاهدة حظر التجارب النووية

قال مبعوث روسيا لدى منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBTO)، ميخاييل أوليانوف، إنّ موسكو ستسحب تصديقها على المعاهدة، في خطوة نددت بها واشنطن ووصفتها بأنها تعرض “المعيار العالمي” للخطر ضد تفجيرات التجارب النووية.

وأضاف أوليانوف، في حسابه على موقع X، المعروف سابقًا باسم تويتر: “تخطط روسيا لإلغاء التصديق (الذي تم في عام 2000) على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.

وتابع: “الهدف هو أن نكون على قدم المساواة مع الولايات المتحدة التي وقعت على المعاهدة، لكنها لم تصدق عليها… الإلغاء لا يعني النية لاستئناف التجارب النووية”.

ورغم أن الولايات المتحدة وقعت على المعاهدة ولكنها لم تصدق عليها، فقد التزمت بوقف تفجيرات تجارب الأسلحة النووية منذ عام 1992، وتقول إنها ليس لديها خطط للتخلي عنها.

وأدى إعلان ميخائيل أوليانوف أمس الجمعة إلى تفاقم التوترات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن غزو موسكو لأوكرانيا والنزاعات حول الحد من الأسلحة بين أكبر القوى النووية في العالم.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: “نحن منزعجون من تصريحات السفير أوليانوف في فيينا اليوم… إن خطوة كهذه من قبل أي دولة طرف تعرض للخطر بلا داع القاعدة العالمية ضد تجارب التفجيرات النووية”.

من جانبه، قال روبرت فلويد، الأمين التنفيذي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBTO)، إنه سيكون “مثيرًا للقلق والمؤسف للغاية إذا قامت أي دولة موقعة بإعادة النظر في تصديقها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية”.

ومنذ الغزو الشامل لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، لفت بوتين ومسؤولون روس آخرون الانتباه بشكل متكرر إلى الترسانة النووية للبلاد، وهي الأكبر في العالم، في محاولة لردع الدول الأخرى عن مساعدة أوكرانيا في مقاومة الغزو.

وفي الأسبوع الماضي، قال ميخائيل كوفالتشوك، أحد المقربين من بوتين ورئيس مركز أبحاث معهد كورشاتوف، إنّ روسيا يمكن أن تجري تجربة نووية “مرة واحدة على الأقل” في نوفايا زيمليا، وهو أرخبيل في القطب الشمالي حيث أجرى الاتحاد السوفييتي تجاربه.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية لنوفايا زيمليا، التي نشرها الشهر الماضي معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، نشاط البناء الأخير في موقع الاختبار القديم.

كما وجد المعهد علامات على وجود أنشطة في ساحة التجارب الأمريكية القديمة في صحراء نيفادا، والموقع الصيني في مقاطعة شينجيانغ، مما يشير إلى أن معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية أصبحت هشة بشكل متزايد مع تصاعد التوترات الدولية، وقيام القوى النووية بتوسيع أو تحديث ترساناتها.

وفي تصريحاته في سوتشي، ادّعى بوتين أن روسيا نجحت في اختبار صاروخ كروز تجريبي يعمل بالطاقة النووية، بوريفيستنيك، وكانت على وشك إنتاج نوع جديد من الصواريخ الباليستية ذات القدرة النووية.

وقالت هيذر ويليامز، مديرة مشروع حول القضايا النووية في جامعة هارفارد، إن “التجربة النووية الروسية في المستقبل القريب ستكون الأحدث في سلسلة من الإشارات النووية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، والتي غالبا ما تأتي عندما تواجه روسيا خسائر في ساحة المعركة”.

يشار إلى أنه تم فتح معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية للتوقيع عليها في عام 1996، ومنذ ذلك الحين، وقعت عليها 187 دولة، وصدقت عليها 178 دولة. لكن لكي يدخل حظر التجارب النووية حيز التنفيذ، فإنه يتطلب تصديق 44 دولة شاركت في التفاوض على الاتفاقية والتي كانت قد شاركت في المفاوضات.

ومن بين تلك الدول الـ 44، هناك ثماني دول لم تصدق بعد على الحظر وهي الصين وكوريا الشمالية ومصر والهند وإيران وإسرائيل وباكستان والولايات المتحدة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى