اختراق في محادثات عُمان: الحوثيون يوافقون على الكشف عن مصير عضو حزب الإصلاح اليمني “محمد قحطان”
بعد مضي أربعة أيام على الجولة الجديدة من المحادثات بشأن تبادل الأسرى في سلطنة عمان بين الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) أعلن الجانبان أمس عن أحد الاتفاقات التي توصلا إليها.
فقد وافق الحوثيون على الكشف عن مصير محمد قحطان، عضو حزب الإصلاح اليمني، الذي تم إخفاؤه قسرًا في سجون الحوثيين منذ ما يقرب من عشر سنوات، ووفقًا لمراقبين يُعد هذا الاتفاق اختراقًا كبيرًا وتقدمًا ملحوظًا في الحوار اليمني الذي يُعقد برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج، وبالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبدعم دبلوماسي من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.
وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان والمتحدث باسم وفد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، ماجد فضائل، في تصريح على قناة “إكس” اليوم: “توصلنا مع وفد الحوثيين، بإشراف الأمم المتحدة، إلى اتفاق لتبادل 50 أسيرًا حوثيًا مقابل السياسي محمد قحطان المختطف والمخفي منذ أكثر من تسع سنوات”، وتوقع فضائل أن تستمر المشاورات نحو عشرة أيام.
وأكد الحوثيون أيضًا أنهم توصلوا إلى اتفاق مع ما أسموه “الطرف الآخر” للإفراج عن قحطان مقابل 50 أسيراً حوثيًا، وفي حال مقتل قحطان، ستسلم الجماعة جثته مقابل 50 جثة حوثية، ومنذ اعتقاله في صنعاء عام 2015، لم يتضح ما إذا كان قحطان حيًا أم ميتًا.
وأفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” عن مصدر سياسي مطلع على ملابسات المحادثات اليمنية في مسقط: “إن وفد الحكومة عازم منذ اليوم الأول للمفاوضات على تلقي رد مكتوب من الحوثيين لتوضيح مصير قحطان قبل الدخول في أي مناقشات بشأن إطلاق سراح الأسرى”.
وقدم الجانبان قوائم بأسماء المعتقلين والمخفيين قسرًا وبحسب المصدر فإن مصير بعض الأسماء غير معروف، وهو ما يشكل صعوبة كبيرة.
وخلال المفاوضات السابقة في ستوكهولم عام 2018، قدم وفدا الحكومة وجماعة الحوثي قوائم بأكثر من 15 ألف أسير ومعتقل، وفي أبريل/ نيسان من العام الماضي، اتفقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي على تبادل أسرى، وأفرجت عن نحو 900 أسير من الجانبين.
وأضاف المصدر السياسي: “ما يميز المفاوضات اليمنية في مسقط أنها تحظى بدعم الوسطاء العمانيين والسعودية والأمم المتحدة والصليب الأحمر، والجميع يعلم أهمية إنجاح هذه الجولة لأن فشلها سيغلق أبوابًا كثيرة في ظل التوتر والتصعيد الحالي بين طرفي الصراع اليمنيين”.
وقال مكتب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن في بيان على موقع “إكس” اليوم: “إن جولة المفاوضات الجارية بشأن المعتقلين في عمان تجري في أجواء إيجابية وبناءة حتى الآن، وتوصل الطرفان إلى تفاهم بشأن ترتيبات إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الصراع ومن بينهم محمد قحطان”.
ويبدي بعض المراقبين السياسيين في اليمن تفاؤلاً، قائلين إن القوة الدبلوماسية العمانية لعبت دورًا حاسمًا في جلب جماعة الحوثي والحكومة اليمنية إلى طاولة المفاوضات، ويتوقعون أن تساهم عمان في إنجاح الحوار اليمني الجاري، ويبقى أن نرى ما إذا كان الحوار المستمر بين الأطراف المتحاربة سيحل قضايا أخرى تتعلق بالسياسة والاقتصاد في البلاد.