طالب المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، مساء أمس الجمعة 29 أيلول/ سبتمبر، الليبيين بإنشاء هياكل رسمية موحدة، للإنفاق بشكل يضمن حصول ضحايا الفيضانات على الدعم الذي يحتاجون إليه.
وقال نورلاند وفق ما نشرته سفارة واشنطن لدى طرابلس: إن “الليبيين المتضررين من الفيضانات يكافحون من أجل إعادة بناء حياتهم، وهم يحاولون التكيف مع خسائر شخصية لا يمكن تصورها”.
وأضاف المبعوث الأمريكي أنه “مع تزايد التركيز على إعادة الإعمار، يحتاج الليبيون إلى التأكد من أن المال العام يستخدم بشفافية، وأن المساعدات تذهب إلى المحتاجين”.
وأكد أن المجتمع الدولي “يستعد للمساعدة في هذا الجهد بالخبرة المالية والفنية”، وطالب نورلاند الليبيين، بإنشاء “الهياكل التي تجمع السلطات من جميع أنحاء البلاد، للاتفاق على النفقات ذات الأولوية، وضمان تخصيص الأموال بأكثر فعالية وبشكل صحيح”.
وقال: “نحث السلطات الليبية على تشكيل مثل هذه الهياكل الموحدة، بدلا من إطلاق جهود منفصلة”.
وفي حين لم يذكر المسؤول الأمريكي سبب تلك المطالب، إلا أنها كما قال “مراقبون” تأتي في ظل صراع بدأ منذ أيام، حول الجهة التي ستقوم بالتصرف في الإعانات الدولية المالية المقدمة للبلاد، للتخفيف من آثار الإعصار التي ضرب مدنها الشرقية، كما أن الصراع ذاته بين مؤسسات البلاد المنقسمة، يدور أيضًا حول عشرة مليارات دينار “ملياري دولار”، كان مجلس النواب قد خصصها ميزانية للطوارئ وإعمار المدن المنكوبة جراء الإعصار، في حين أعلن المجلس الأعلى للدولة “نيابي – استشاري” رفض تلك الخطوة التي وصفها بالفردية.
وفي بيانه، قال نورلاند “من المؤكد أن اقتراح عقد مؤتمر لإعادة الإعمار في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر، سوف يكون أكثر فاعلية إذا تم إجراؤه بشكل مشترك وشامل”.
واعتبر ذلك “ضروريًا لضمان حصول ضحايا الإعصار على الدعم الذي يحتاجون إليه”، وأكد نورلاند مواصلة واشنطن “العمل مع المسؤولين الليبيين في جميع أنحاء البلاد، ومع الأمم المتحدة لدعم برنامج إعادة الإعمار الذي سيثق به الليبيون”.
ويُذكر أنه في 10 أيلول/ سبتمبر الجاري، اجتاح الإعصار “دانيال” عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، بالإضافة إلى مناطق أخرى، بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر.