حثت الصين أمس الثلاثاء 19 أيلول/ سبتمبر، على زيادة التواصل عبر الحدود مع روسيا وتعميق التعاون التجاري والاستثماري المتبادل، في الوقت الذي تعهد فيه الحليفان بعلاقات اقتصادية أوثق رغم معارضة الغرب بعد غزو القوات الروسية لأوكرانيا العام الماضي. حسب رويترز.
فقد أجرى وزير التنمية الاقتصادية الروسي محادثات “متعمقة” حول التعاون الاقتصادي مع وزير التجارة الصيني في بكين أمس الثلاثاء، بالتزامن مع رحلة قام بها كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، إلى موسكو لإجراء محادثات استراتيجية أدت إلى تأكيد الاتفاق الروسي.
وقال وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو خلال محادثات بكين، إن التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني الروسي واصل التعمق وأصبح أكثر “صلابة” في ظل “التوجيه الاستراتيجي” لرئيسي البلدين، بحسب بيان صادر عن وزارته.
ومع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني وخضوع روسيا لعقوبات غربية، اعتمدت موسكو على حليفتها بكين للحصول على الدعم الاقتصادي، مستفيدة من الطلب الصيني على النفط والغاز وكذلك الحبوب. وفقًا لرويترز.
يذكر أنه في آب/ أغسطس الماضي، ارتفعت الواردات الصينية من البضائع الروسية بنسبة 3% مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 11.5 مليار دولار، وهو ما يعكس انخفاضًا بنسبة 8% في تموز/ يوليو، وفقًا لأحدث بيانات الجمارك الصينية.
وأوضحت رويترز، أنّ بكين رفضت الانتقادات الغربية لشراكتها المتنامية مع موسكو في ضوء الحرب الروسية على أوكرانيا، وتصر على أن العلاقات لا تنتهك الأعراف الدولية، وأن الصين لديها حق التعاون مع أي دولة تختارها.
وكرر وزراء مجموعة السبع دعوتهم أمس الثلاثاء – دون تسمية أي دولة – لـ”وقف أي مساعدة للحرب العدوانية الروسية أو مواجهة تكاليف باهظة”.
كما اكتسب الشرق الأقصى الروسي المتاخم للصين وكذلك كوريا الشمالية أهمية استراتيجية جديدة كمنطقة للتجارة والتبادل التجاري عبر الحدود.
وفي الأسبوع الماضي، اتفقت الشركة الروسية المتحدة للنفط والغاز والكيماويات وشركة شوان يوان للتنمية الصناعية الصينية على بناء مجمع لنقل النفط بالقرب من جسر للسكك الحديدية يربط مدينة نيجنيلينينسكوي الروسية بمدينة تونغجيانغ الصينية، حيث تعمل موسكو على تنويع صادراتها من السلع بعيدًا عن أوروبا، والتي تعتبرها الآن “غير ودية” سياسيًا.
ويأمل الشرق الأقصى الروسي، حيث يتم اصطياد حوالي 70% من المأكولات البحرية في البلاد، أيضًا في تعزيز صادراته من المنتجات البحرية إلى الصين بعد أن حظرت بكين المأكولات البحرية من اليابان بسبب تسرب المياه المشعة من محطة فوكوشيما المحطمة إلى المحيط.
وتقول وسائل الإعلام الحكومية الصينية أيضًا إن هناك “ضرورة” متزايدة بالنسبة للصين وروسيا لتكثيف تجارة الحبوب وسط استمرار نقص الإمدادات العالمية، وإن بناء ممر الحبوب الذي يربط روسيا بمقاطعة هيلونغجيانغ، سلة الخبز في شمال شرق الصين، من شأنه أن يساعد في تعزيز الأمن الغذائي في الصين.
وفي وقت سابق من شهر أيلول/ سبتمبر، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن هيلونغجيانغ يجب أن تصبح بوابة “محورية” لانفتاح الصين في الشمال، قائلًا إن المقاطعة يجب أن تلعب دورًا نشطًا في حماية الدفاع الوطني والغذاء وأمن الطاقة.