ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس السبت 13 كانون الثاني/ يناير، أن إسرائيل أبلغت القاهرة خطة تل أبيب لتنفيذ عملية عسكرية للسيطرة على حدود غزة مع مصر، في إشارة إلى محور فلادليفيا.
ونشرت الصحيفة الأمريكية خبرها تحت عنوان “إسرائيل تخطط لمهمة محفوفة بالمخاصر للسيطرة على آخر حدود لا تسيطر عليها في غزة”، وأضافت أن العملية العسكرية التي تخطط لها إسرائيل ستكون “معقدة عسكريًا” بسبب محاذاة الحدود مع مصر وإيواء المنطقة أكثر من مليون نازح فلسطيني.
ونسبت الصحيفة خبرها إلى مسؤولين إسرائيليين ومصريين لم تسمهم، مشيرًة إلى أن “مسؤولين إسرائيليين أبلغوا مصر أنهم يخططون لعملية عسكرية على الحدود من جانب غزة”.
وأواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رغبته في السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر.
وذكر نتنياهو وقتها أن بلاده تريد التأكد من أن غزة لا تشكل مصدر تهديد لها، وأضاف أن محور فيلادلفيا يجب أن يكون في أيد وسيطرة إسرائيلية، وأن إسرائيل لن تقبل أي خيار آخر.
ما هو رأي مصر من سيطرة إسرائيل على الحدود؟
وبحسب الخبر، فقد أكدت مصر لإسرائيل أنها ستعزز الحواجز على حدودها مع غزة، وستقوم بتركيب المزيد من أبراج المراقبة والكاميرات “لكنها لن تشارك التسجيلات مع الجانب الإسرائيلي”، فيما أن القاهرة لم تعط الموافقة النهائية لتل أبيب على العملية المزعومة، وفق خبر الصحيفة.
وقال مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري والمقرب من السلطات، في تصريح عبر منصة إكس يوم 14 كانون الأول 2023 إن “الجيش الإسرائيلي يشن هجومًا منذ قليل بطول الحدود المصرية الفلسطينية على محور فيلادلفيا بزعم تدمير الأنفاق بين مصر وغزة”.
وأضاف: “هذا تطور خطير قد يدفع إلى انفجار الموقف بين مصر وإسرائيل، الضربات على بعد أمتار قليلة من الحدود المصرية، العدو يتمادى في مخططاته، حدود مصر خط أحمر”.
متى سيطرت حماس على محور فيلادلفيا؟
وعام 2007، سيطرت حركة “حماس” على قطاع غزة، وخضع محور فيلادلفيا لهيمنتها، وفرضت إسرائيل حصارًا خانقا على القطاع، الأمر الذي دفع الفلسطينيين لعبور الشريط الحدودي باتجاه مصر للتزود بالطعام والشراب والمواد الأساسية لحياتهم، وعلى إثر ذلك فرضت القوات المصرية الأمن بفيلادلفيا ثم تراجعت لأماكنها.
ولم تعد منطقة محور فيلادلفيا خالية من السكان الفلسطينيين كما كانت خلال فترة الوجود الإسرائيلي بتلك المنطقة، فالمنازل الفلسطينية امتدت مقتربة بشكل كبير من السياج الحدودي وفي بعض النقاط تكون ملاصقة له تمامًا باستثناء المناطق الشرقية لمعبر رفح والمنطقة القريبة من شاطئ البحر.
نتنياهو: الحرب على حماس مستمرة
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس السبت، إن تل أبيب مستمرة في حربها ضد قطاع غزة، ولن توقفها محكمة العدل الدولية في لاهاي من خلال الدعوى المرفوعة ضدها من دولة جنوب إفريقيا.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي: “سنواصل الحرب في قطاع غزة، حتى نحقق جميع أهدافنا، لن توقفنا محكمة لاهاي ولا محور الشر”، دون أنّ يوضح ما المقصود بمحور الشر.
وأضاف: “اليوم نحيي مرور 100 يوم على الحرب، سنواصل هذه الحرب حتى نحقق جميع أهدافنا، وهي القضاء على حماس وإعادة جميع الأسرى والتأكد أنّ غزة لن تشكل تهديدًا لبلدنا”، وتابع: “ولتحقيق هذه الغاية، سنقدم غدًا ميزانية ستجلب المزيد من الأموال للأمن”.
وعقدت محكمة العدل الدولية في لاهاي، يومي الخميس والجمعة، جلستي استماع علنيتين في إطار بدء النظر بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب “جرائم إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي 29 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تقدمت جنوب إفريقيا بدعوى من 84 صفحة، تعرض خلالها دلائل على انتهاك إسرائيل “القوة القائمة بالاحتلال” لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتورطها في “ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
ومن المقرر أن تحدد “العدل الدولية” في الأيام المقبلة خطواتها المستقبلية بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.