ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أمس الثلاثاء 2 كانون الثاني/ يناير، أن عشرات الأطباء العاملين في نظام الرعاية الصحية العقلية في إسرائيل غادروا إلى بريطانيا، وتأتي ظاهرة نزوح الأطباء نحو المملكة المتحدة، في وقت يواجه نظام الصحة العقلية في إسرائيل تحديات كبيرة بسبب الحرب الأخيرة في غزة وزيادة عدد المصابين بالصدمات النفسية والعاطفية في صفوف الجنود والمدنيين.
ومن أجل دق ناقوس الخطر، أرسل مدراء مستشفيات الصحة العقلية في إسرائيل الأسبوع الماضي، رسالة إلى مراقب الدولة ماتانياهو إنغلمان، يحذرون فيها من أن “نظام الصحة العقلية في إسرائيل على وشك الانهيار الكامل”.
وطالبوا بإعلان حالة الطوارئ في ظل ارتفاع أعداد الإسرائيليين الذين يعانون من أمراض نفسية وعجزهم عن التعامل مع الأعداد الهائلة من المرضى التي تصل إليهم.
ما سبب هجرة الأطباء النفسيين؟
وذكرت “هآرتس،” أن هجرة الأطباء النفسيين يعود سببها إلى عدة عوامل، أبرزها عبء العمل والضغط المتزايد، والشعور بأن الأوضاع تزداد سوءًا خاصة مع الحرب والتي تسببت بارتفاع أعداد المصابين من الجنود بأمراض و صدمات نفسية بسبب هول مشاهد الحرب، إلى جانب نقص الموارد والعمل لساعات طويلة.
وأضافت الصحيفة، أن بعض الأطباء اتخذوا هذا القرار حتى قبل تاريخ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بسبب مخاوف من انقلاب على حكومة نتنياهو نتيجة الإصلاحات القانونية التي مضت فيها، والتي أدت إلى خروج مظاهرات حاشدة في مختلف المدن الإسرائيلية.
أوكرانيا ترد الجميل لإسرائيل
وقالت المختصة في الصحة العقلية، مارينا غولان (42 عامًا)، التي سبق لها أن تطوعت للسفر إلى كييف للمساعدة في علاج الصدمات النفسية والعاطفية التي نشأت بسبب الحرب الروسية لأوكرانيا، أنها تلقت اتصالات من أطباء نفسيين من أوكرانيا يعرضون المساعدة والتعاون لرد الجميل.
وكانت غولان جزءًا من فريق من علماء النفس الإسرائيليين الذين تطوعوا لمساعدة الأوكرانيين في التعامل مع الصدمات، وذلك بفضل معرفتهم وخبرتهم في هذا المجال.
ما هو عدد الأطباء النفسيين في إسرائيل؟
وكانت الأرقام التي قدمها المعهد الوطني لخدمات الصحة وأبحاث سياسات الصحة الأسبوع الماضي، أظهرت أن إسرائيل تملك طبيبًا نفسيًا واحدًا في الخدمة العامة لكل 11,705 شخص، وهي نسبة تبين النقص الحاد في عدد أطباء النفس مقارنة بالاحتياجات النفسية المتزايدة في البلاد.
وأشار الدكتور، شموئيل هيرشمان، رئيس منتدى مديري مراكز الصحة النفسية، إلى أن النظام يعاني نقصًا يصل إلى حوالي 400 طبيب نفسي، وحذر من أنه خلال خمس سنوات، من المتوقع أن يتضاعف هذا العدد، لأن الكثير من الأطباء على وشك التقاعد، أو تجاوزوا سن التقاعد حتى”.
ووفقًا لأرقام وزارة الصحة الصادرة عام 2021، فإن أكثر من 63 % من الأطباء النفسيين تجاوزوا سن الـ 55، و29 % منهم تتراوح أعمارهم بين 55 و 67 عامًا، و19 % بين 67 و 74 عامًا، و15 % تجاوزوا سن 74 عامًا.
وفي رسالتهم، أكد مدراء المراكز أن “عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تسببت في زيادة عدد المرضى بحوالي 300 ألف حالة، وهؤلاء المرضى سيحتاجون إلى علاج من قبل أطباء متخصصين مدربين”.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية أفادت قبل أيام، عن إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين بعد إطلاق جندي إسرائيلي النار في غرفة مكث فيها الجنود في معسكر للجيش في عسقلان، وقالت القناة 12، إن جنديًا من الكتيبة 890 استيقظ مذعوراً من كابوس في الليل، وأطلق النار على حائط في غرفة خلال مكوث جنود آخرين فيها، مما أسفر عن إصابتهم بجروح طفيفة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية بعد تداول الخبر، أن الجيش قرر عدم التحقيق مع الجندي حاليًا، بسبب حالته النفسية المتردية، على أن يتم التحقيق في ملابسات الحادثة فور تحسن وضعه.