فلسطين

بالتزامن مع اختتام أعمال القمة العربية الإسلامية حول غزة في الرياض… ما هو أبرز ما جاء فيها وما هي آخر التطورات العسكرية في القطاع؟

اختتمت أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة الطارئة في الرياض، لبحث التطورات التي تشهدها غزة والأراضي الفلسطينية والحرب الإسرائيلية على غزة التي دخلت يومها الـ36، اليوم السبت 11 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وطالب زعماء وقادة دول عربية وإسلامية بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك في كلمات ألقوها خلال القمة التي انطلقت أعمالها اليوم السبت في الرياض.

ولي العهد السعودي يطالب بالوقف الفوري للعمليات العسكرية

ودعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى توفير ممرات إنسانية للمدنيين في قطاع غزة والوقف الفوري “للعمليات العسكرية”.

وأكد الأمير محمد بن سلمان رفض بلاده “القاطع للعدوان على غزة ورفضنا القاطع للحرب الشعواء التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين”، كما طالب بضرورة “فتح ممرات إنسانية لإغاثة سكان القطاع فورا”.

ملك الأردن يعتبر الحصار الإسرائيلي على غزة جريمة حرب

وفي كلمته، طالب الملك الأردني عبد الله الثاني بأن تبقى الممرات الإنسانية في غزة آمنة ومفتوحة لإيصال المساعدات بشكل دائم، مؤكدا أن “منع إسرائيل دخول الماء والغذاء والدواء إلى سكان غزة جريمة حرب”، وأن “العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية”.

محمود عباس يحمل الولايات المتحدة مسؤولية ما يحصل للشعب الفلسطيني

من جهته، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن قوات الاحتلال بدأت حرب إبادة لا مثيل لها بحق شعبنا وتخطت كل الخطوط الحمراء”، متهما “سلطات الاحتلال ومن يساندها بتحمل المسؤولية عن قتل كل طفل وامرأة في هذه الحرب الظالمة”.

وأضاف عباس أن “الولايات المتحدة بدعمها الكامل للاحتلال تتحمل مسؤولية عدم التوصل إلى حل سياسي للأزمة”، وطالب “بحماية دولية واعتماد حل يتم تنفيذه وفقا للشرعية الدولية والمبادرة العربية”

السيسي يشدد على منع تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم

وطالب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في كلمته أمام القمة، “بوقف فوري لإطلاق النار بلا قيد أو شرط”، مؤكدًا أنه “يجب منع تهجير الفلسطينيين إلى خارج أرضهم”.

وطالب السيسي أيضًا “بصيغة لتسوية الصراع بناء على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967″، محذرًا من أن “التخاذل عن وقف الحرب في غزة ينذر بتوسعها في المنطقة”، ومشددًا على وجوب “إجراء تحقيق دولي في انتهاكات قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة”.

أمير قطر يحمل المجتمع الدولي مسؤولية “الفشل في وقف المجازر”

وقال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن “المجتمع الدولي فشل في اتخاذ ما من شأنه وقف المجازر ووضع حد لهذه الحرب العدوانية”، مضيفا: “لاحظنا قبل الحرب ارتفاع مناعة بعض الدول تجاه قتل المدنيين وقصف المستشفيات والملاجئ”.

وتساءل: “من كان يتخيل أن المستشفيات ستقصف علنا في القرن الـ21؟ وإلى متى يظل المجتمع الدولي يعامل إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي؟”، وقال إن “النظام الدولي يخذل نفسه قبل أن يخذلنا بالسماح بقصف المستشفيات والأحياء والمخيمات”، وتابع: “موقفنا ثابت في دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة”.

ولي العهد الكويتي يطالب بحل الدولتين

وطالب ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في كلمته أمام القمة، بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأكد أن المأساة في غزة نتيجة لعدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية.

وقال ولي عهد الكويت إن جرائم إسرائيل في غزة تنذر بتداعيات سلبية على أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع، مشيرا إلى أن إسرائيل تمارس عقابا جماعيا لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال.

وشدد على أن أولى خطوات إحلال السلام في المنطقة هي حل القضية الفلسطينية حلا شاملا ونهائيا، كما أكد على أن القضية الفلسطينية تتصدر أجندة سياسة الكويت الخارجية.

أردوغان يدعو لمحاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة

من جانبه دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لمحاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة، وقال إن على مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية النظر في تلك الجرائم.

وقال أردوغان إن الكلمات تعجز عن وصف ما يجري في غزة من استهداف للمدنيين والمستشفيات ودور العبادة والمدارس بشكل وحشي واتهم إسرائيل بمحاولة الانتقام لأحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بقتل الأبرياء والأطفال والنساء.

وأضاف “غزة التي حرمت من المساعدات الإنسانية تشبه جهنم، ويجب أن نبذل جهودا لمحاسبة إسرائيل على جرائمها. رأينا أمهات يحضن أطفالهن وقد فارقن الحياة وآباء يبحثون عن أفراد عائلاتهم بين الركام والحطام. 73 ممن فقدوا أرواحهم في غزة والضفة من النساء والأطفال، وحالة الجنون هذه لا يمكن تفهمها.”

وانتقد الرئيس التركي الموقف الغربي حيال الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال إن الدول الغربية لم تدعُ حتى لوقف إطلاق النار، وأكد أن “من يسكت على الظلم فهو شريك فيه”.

وقال إن الولايات المتحدة والغرب يدّعيان حقوق الإنسان، لكنهما للأسف نسيا ذلك أمام ممارسات إسرائيل.

ودعا أردوغان لاستمرار تدفق المساعدات الإنسانية دون توقف، وإيصال الوقود إلى المستشفيات في القطاع المحاصر.

الرئيس الإيراني يدعو لانسجام أعضاء منظمة التعاون الإسلامي واتخاذ قرار تاريخي بشأن فلسطين

وفي كلمته بالقمة، دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، المجتمعين في القمة لاتخاذ قرار تاريخي وحاسم بشأن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا على ضرورة أن تلعب منظمة التعاون الإسلامي دورا صحيحا يجسد معاني الوحدة والانسجام.

وقال رئيسي “نجتمع اليوم بالنيابة عن الأمة الإسلامية لنجدة الشعب الفلسطيني، وهذا يوم تاريخي للدفاع عن المسجد الأقصى”.

وأشار إلى أن التظاهرات المليونية في مختلف أنحاء العالم تؤكد أن الدفاع عن فلسطين في ضمير الشعوب. مؤكدا أن غزة باتت أكبر سجن في العالم بسبب الحصار الذي تتعرض له.

وأكد الرئيس الإيراني أن الكيان الصهيوني ينتهك القوانين الدولية في حربه الشاملة على غزة.

وقال “لدينا مسؤولية أمام الله تجاه ما يحدث في غزة، وعلى الجميع اليوم أن يحددوا في أي صف يقفون”.

وأكد أن الولايات المتحدة “شريكة لإسرائيل في جرائمها، وقد دخلت الحربَ عمليا لصالح إسرائيل، وهي ترسل شحنات كبيرة من السلاح لإسرائيل يوميا، وتفسح لها المجال للممارسة مزيد من القتل وسفك الدماء.”

ودعا للفت الانتباه إلى برنامج إسرائيل النووي، وقال إن الحل المستدام هو إقامة دولة فلسطينية من البحر إلى النهر، وأضاف “إذا لم يسفر اجتماعنا اليوم عن اتخاذ خطوات سيؤدي ذلك إلى خيبة أمل لدى الشعوب الإسلامية”.

الرئيس الإندونيسي يطالب بدخول لجان تحقيق إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة

من جهته طالب رئيس إندونيسيا، جوكو ويدودو، بدخول لجان تحقيق إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال ويدودو إن على منظمة التعاون الإسلامي الاستمرار بالدفع باتجاه حوار لاستئناف محادثات السلام.

آخر تطورات الأوضاع في غزة اليوم

وشهد قطاع غزة، اليوم السبت 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، العديد من التطورات العسكرية في الميدان، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته على قاعدة “بدر”، المعقل العسكري المركزي لكتائب القسام في منطقة مخيم الشاطئ، في حين ادعى أن الأنباء عن محاصرته لمستشفى الشفاء “كاذبة”، وقال إن “الاشتباكات تجري في محيطه”.

من جهته، قال الناطق باسم القسام: “مجاهدونا يخوضون اشتباكات ضارية ويفجرون آليات العدو في كل محاور ونقاط تقدم العدو في غزة”، وأضاف: “مقاتلونا يدكون حشدا للآليات المتوغلة غرب إيرز بقذائف هاون من العيار الثقيل”.

بالتزامن مع ذلك، استمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف قطاع غزة، وكان من بين الأماكن التي قصفت اليوم السبت منزل في رفح جنوبي قطاع غزة، راح ضحيته أكثر من 13 قتيلًا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “منذ بداية العملية البرية شنت مقاتلاتنا 3300 غارة جوية على قطاع غزة”، وفي الوقت ذاته أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن “عدد الشهداء ارتفع لأكثر من 11 ألفًا و100 بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وامرأة”، وأضاف: “الاحتلال دمر 41 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و222 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي”.

ويشار إلى أن آلاف الإسرائيليين تظاهرو مساء اليوم السبت في تل ابيب للمطالبة باطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر، عملية “طوفان الأقصى”، حيث قام مئات الجنود باقتحام مستوطنات غلاف القطاع بطول 55 كم وعمق 40 كم داخل الأراضي المحتلة، لترد عليها إسرائيل بعملية جوية باسم “السيوف الحديدية” استهدفت قطاع غزة بغارات عنيفة جدًّا ما تزال مستمرة حتى الآن، تبعتها عملية توغل بري ما تزال مستمرة أيضا حتى الآن.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى